الوصف
مقدمة القسم الثالث
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الانسان مالم يعلم، وصلّى الله على حبيبه، وعبده، ونبيه محمد أفضل من عَلِمَ وعلَّم، وعلى آله خير الورى من بعده وَسَلَّم.
أمَّا بعد:
فهذا هو القسم الثالث من موسوعة (ليتفقهوا في الدين) حيث شاء الله تبارك وتعالى – بمنّه، ولطفه، وحسن توفيقه – ان يتمَّ الانتهاء منه وتسويد آخر كلماته في ذكرى يوم ولادة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (g).
لذا كان من المناسب ان نستلهم من صاحب الذكرى قبسات من النور من خلال بيان بعض كلماته، ووصاياه المباركة لأهل العلم، وطلابه، ومريديه، بل لعموم الناس في هذا المجال
فقد ورد عنه (g): ((أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم، والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم، وقد ضمنه وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أهله، وقد أمرتم بطلبه من أهله، فاطلبوه ((.
وعنه (g): ((العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدُّها إلاَّ خلف منه((.
وعنه (g): ((كفى بالعلم شرفا أن يدّعيه من لا يحسنه، ويفرح به إذا نسب إليه، وكفى بالجهل ذمّا أن يبرأ منه من هو فيه)).
وعنه (g) أنه قال لكميل بن زياد:
((يا كميل! العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم، والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الانفاق)).
وعنه (g) أيضا:
((العلم أفضل من المال بسبعة: الأول: أنه ميراث الأنبياء، والمال ميراث الفراعنة، الثاني: العلم لا ينقص بالنفقة، والمال ينقص بها، الثالث: يحتاج المال إلى الحافظ، والعلم يحفظ صاحبه، الرابع: العلم يدخل في الكفن ويبقى المال، الخامس: المال يحصل للمؤمن والكافر، والعلم لا يحصل إلَّا للمؤمن، السادس:جميع الناس يحتاجون إلى العالم في أمر دينهم، ولا يحتاجون إلى صاحب المال، السابع: العلم يقوّي الرجل على المرور على الصراط، والمال يمنعه((.
وعنه (g): ((قيمة كل امرئ ما يعلمه، وفي لفظ آخر: ما يحسنه)).
ومن هنا يتركّز علينا التكليف بطلب العمل، والعمل به لننير للناس طرق الهداية الى الحق تبارك وتعالى بتعليمهم أحكام دينهم، وشريعتهم.
فقد ورد عنهم (D): ((العلم مقرون الى العمل، فمن عَلِمَ عمل، ومن عَمِلَ علم، والعلم يهتف بالعمل، فأن أجابه والّا ارتحل عنه)).
وقد ضمن الله تعالى للناس حق التعليم، والهداية على أهل العلم، وسهَّل الطرق الكفيلة بتحصيله، وإنفاقه، حيث ورد عن امير المؤمنين (g): ((ما أخذ الله على أهل الجهل أنْ يعلموا، حتى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا)).
فله تبارك وتعالى الحمد على ما ألهم، والشكر على ما أنعم، حيث وفَّقنا لإخراج القسم الثالث من هذه الموسوعة ليكون بيد المستفيدين ((الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمْ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (((الزمر/18).
وقد سرنا في هذا القسم على نهج اخويه القسمين الاول والثاني من تبويب المسائل بحسب عناوينها المهمة، وكلُّ ما ذكرناه في مقدمة القسم الاول يأتي هنا.
نسأل الله تبارك وتعالى ان يجعلنا ممَّن قال فيهم: ((يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ)) (البقرة/269)، وان ينفع المؤمنين بما كتبنا، ويتقبَّله منّا بقبول حسن، وان يوصل ثوابه الى روح والدي المرحوم الحاج طالب كاظم الفريجي الذي تصادف هذه الايام ذكرى مرور خمسين يوماً على وفاته.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
ميثم الفريجي
النجف الأشرف
13 رجب 1437
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.